Sunday, November 24, 2019

لماذا أصبحت الرمال سلعة مهمة في القرن الحادي والعشرين؟

في سبتمبر/أيلول الماضي، قُتل رجل أعمال في جنوب أفريقيا بإطلاق النار عليه، وقبله بشهر واحد، قُتل مزارعان هنديان في تبادل لإطلاق النار، وفي شهر يونيو/حزيران قُتل ناشط بيئي مكسيكي.
هذه الحوادث الثلاث تفصل بينها آلاف الأميال، لكن سبب القتل واحد. فهذه الموجة الأخيرة من حوادث العنف أشعلها صراع على واحدة من أهم سلع القرن الحادي والعشرين وأقلها حظا من الاهتمام، وهي الرمال.
وتعد الرمال قوام المدن الحديثة، إذ أن الخرسانة التي نستخدمها في بناء مراكز التسوق والمكاتب والعمارات، وكذلك الأسفلت الذي نستخدمه في تعبيد الطرق، هما عبارة عن رمال وحصى. ويصنّع الزجاج في كل نافذة وشاشة هاتف ذكي من رمال منصهرة. وحتى الشرائح الإلكترونية وكل قطعة في المعدات الإلكترونية في منزلك مصنوعة من الرمال.
وبالنظر إلى الصحاري الشاسعة التي تغطي كوكب الأرض، قد يظن البعض أن الرمال من أكثر الموارد وفرة على ظهر الكوكب.
لكن في الحقيقة يواجه العالم نقصا في الرمال، فكيف ينقص عنصر لا تخلو منه بلد واحد على وجه الأرض؟
يستهلك البشر كميات هائلة من الرمال والمياه تفوق ما يُستهلك من سائر الموارد الطبيعية الأخرى، إذ يستخدم البشر 50 مليار طن من الرمال والحصى سنويا.
وتكمن المشكلة في أن معظم الرمال تُستخدم في تصنيع الخرسانة. ولا تصلح حبات الرمال المستخرجة من الصحراء لهذا الغرض، لأن الرمال الناتجة عن تفتت الصخور بفعل الرياح تكون أكثر نعومة واستدارة من تلك الناتجة عن التفتت بفعل المياه، ولذا لا تصلح لتشكيل الخرسانة المتماسكة.
أما الرمال التي نحتاجها فتوجد في قاع الأنهار وعلى ضفافها وفي السهول الفيضية، وفي البحيرات والشواطئ. وقد اشتد الطلب على هذه الرمال إلى درجة أن بعض الشواطئ وقيعان الأنهار جُردت من الرمال، وأُتلفت مزارع وغابات للوصول إلى رمال ثمينة. وانخرطت في هذه التجارة عصابات إجرامية مهدت لظهور سوق سوداء للرمال.
ويقول باسكال بيدوزي، الباحث في برنامج الأمم المتحدة للبيئة: "لا يعقل أن نستخرج 50 مليار طن سنويا من أي مادة دون أن نسبب تداعيات جسيمة على الكوكب بأكمله".
وتعود جذور أزمة الرمال إلى الوتيرة المذهلة التي يمضي بها الزحف العمراني، لمواكبة الزيادة السكانية وأنماط الهجرة من القرى إلى المدن، ولا سيما في الدول النامية. إذ تتوسع المدن في آسيا وأفريقيا وأمريكا اللاتينية بوتيرة لم يسبق لها مثيل.
وتضاعف عدد سكان المدن أكثر من أربعة أمثال منذ عام 1950، حتى وصل الآن إلى 4.2 مليار نسمة. وتتوقع الأمم المتحدة أن يضاف إليهم 2.5 مليار نسمة في العقود الثلاثة المقبلة.
ويتطلب تشييد المباني لاستيعاب هذا الكم من البشر، وتمهيد طرق لربط المباني ببعضها، كميات مهولة من الرمال. وقد تضاعفت كميات الرمال التي استخدمت في أعمال البناء في الهند ثلاث مرات منذ عام 2000.
واستخدمت الصين كميات من الرمال خلال هذا العقد تفوق ما استخدمته الولايات المتحدة من الرمال في القرن العشرين بأكمله. وزاد الطلب على أنواع معينة من الرمال التي تستخدم في أعمال البناء إلى حد أن دبي، التي تقع على حافة صحراء مترامية الأطراف، استوردت الرمال من أستراليا. قد يبدو هذا الأمر عصيا على التصديق، لكن المصدرين في أستراليا باعوا بالفعل رمالا للعرب.
وبخلاف المباني، تستخدم الرمال أيضا في تمهيد الأراضي، إذ تشفط جرافات بحرية ملايين الأطنان من الرمال من قيعان البحار سنويا لتمهيد أراض لم يكن لها وجود من قبل في المناطق الساحلية. وتعد جزر النخيل في دبي من أشهر الأراضي الاصطناعية التي شيدت من الصفر في السنوات الأخيرة.
وتوسعت لاغوس، أكبر مدن نيجيريا، عمرانيا بإضافة 9.7 كيلومترات مربعة إلى سواحلها المطلة على الأطلسي. وتوسعت الصين عمرانيا بإضافة مئات الأميال إلى سواحلها وشيدت جزرا اصطناعية تحتضن منتجعات فاخرة.
لكن ردم البحار لتوسيع مساحة الأراضي له تداعيات خطيرة على البيئة، إذ ألحقت عمليات جرف الرمال من المحيط أضرارا بالشعب المرجانية في كينيا، والخليج وفلوريدا، ودمرت البيئات البحرية ولوثت المياه وقضت على مصدر رزق الصيادين في ماليزيا وكمبوديا.
وفي الصين، أدى استصلاح الأراضي البحرية إلى تدمير المستنقعات الساحلية والبيئات الطبيعية للأسماك والطيور ومفاقمة مشكلة تلوث الهواء.
وتوسعت سنغافورة عمرانيا بإضافة 130 كيلومترا مربعا إلى أراضيها على مدى 40 عاما، مستخدمةً رمال مستوردة من الخارج. وبسبب هذا التوسع العمراني وقعت أضرار بالغة على البيئة، ما حدا بأندونيسيا وماليزيا وفيتنام وكمبوديا إلى فرض قيود على صادرات الرمال إلى سنغافورة.
وأشارت مجموعة بحثية هولندية إلى أن مجمل مساحة الأراضي الاصطناعية التي أضيفت إلى سواحل العالم بلغت 13,563 كيلومترا مربعا، باستخدام كميات هائلة من الرمال.
وقد يتسبب جرف الرمال من قاع الأنهار في تدمير البيئات الطبيعية التي تعيش فيها الكائنات التي تستوطن القاع، وتلويث المياه بالرواسب التي كانت مستقرة في القاع، وقتل الأسماك وحجب أشعة الشمس عن النباتات التي تنمو تحت الماء.
وفي فيتنام، يسهم جرف الرمال، جنبا إلى جنب مع ارتفاع منسوب مياه البحر جراء تغير المناخ، في غرق أجزاء من دلتا ميكونغ، التي تأوي 20 مليون شخص وتعتمد عليها البلاد في الحصول على نصف غذائها.
وكانت الرواسب التي ينقلها نهر مكيونغ من جبال وسط آسيا، تعمل على تعويض المساحات المتآكلة من دلتا ميكونغ. لكن في السنوات الأخيرة جرفت كميات هائلة من الرمال من قاع النهر، قدرها باحثان فرنسيان بنحو 50 مليون طن في عام 2011 فقط، وشيدت سدود عديدة في المنطقة، حالت دون تدفق الرواسب إلى الدلتا.
والأسوأ من ذلك، أن جرف الرمال من نهر ميكونغ وغيره من المجاري المائية في كمبوديا ولاوس يؤدي إلى انهيار ضفاف الأنهار، ومن ثم هبوط الأراضي الزراعية وسقوط المنازل المجاورة.
وأهدرت ملايين الدولارات لإصلاح الأضرار التي لحقت بالبنى التحتية حول العالم، إثر جرف الرمال، مثل انسداد شبكة نقل وتوزيع المياه بسبب تحريك الرواسب المستقرة في قاع الأنهار. وفي غانا جرف العمال كميات كبيرة من الرمال إلى حد أن الكثير من المباني على سفوح الهضاب أصبحت عرضة للانهيار.
وتسبب جرف الرمال في انهيار جسر في تايوان عام 2000، وآخر في البرتغال في العام اللاحق.

Monday, November 4, 2019

تصبح القطط أكثر رغبة في إقامة روابط قوية مع البشر، إذا ما تكونت بينها وبينهم ع

الخبر السيء بالنسبة للقطط أنها تفتقر لهذه العضلة تحديدا. نتيجة لذلك، يمكن أن تبدو نظرة القطط المُحدقة في ما يحيط بها من أشياء وبشر، باردة وتفتقر للود والحميمية، بل إن تفرس أي قطتيْن في بعضهما البعض، قد يمثل في أغلب الأحيان مقدمة لنشوب شجار بينهما. لكن تحديق القطة فيك بنظرة يتخللها تحريكها لجفنيها ببطء، وهو ما يُعرف بـ "الرمش"، قد يشكل أمرا مختلفا تماما، ألا وهو التعبير عن الحب، فهذه هي الطريقة التي تبدي بها الهررة مثل ذلك الشعور. بل إن إشاحة القطة برأسها إلى أحد الجوانب، لا يمثل بالضرورة علامة على الازدراء، بل مؤشرا على شعورها بالاسترخاء.
وتلفت فيتالي الانتباه لدراسة أجرتها في إحدى الجامعات الأمريكية، تُرِكت فيها الكلاب والقطط في إحدى الغرف بمفردها لبعض الوقت، ثم عاد إليها أصحابها فجأة في وقت لاحق. فمن المثير للاهتمام - بحسب الباحثة - تشابه الكلاب والقطط في ردود فعلها على العودة المفاجئة لأصحابها؛ إذ تدافعت حيوانات كلا النوعيْن نحوهم مُحييّة ومرحبة لفترة وجيزة، قبل أن تعود لاستكشاف الغرفة من جديد. ويصف الباحثون الهدوء الذي ينتاب الحيوانات عند عودة أصحابها لها، بـ "الارتباط الآمن"، الذي يشير إلى وجود رابطة عاطفية قوية بين الجانبين.
وتقول فيتالي إن التحيز الذي يشوب توقعات البشر حيال الحيوانات وما ستفعله، يؤثر على تصرفاتهم إزاءها. إذ أن محاولة إجبار القطط على أن تتصرف على نحو أقرب للكلاب، كأن تغمرنا باهتمامها، يمثل مسعى منّا لدفعها للابتعاد عن سلوكها الطبيعي.
وتعتبر هيستاند أن جزءا من هذه المشكلة، يتمثل في فشلنا على مر التاريخ، في إدراك أن طباع القطط تختلف عن نظيرتها لدى الكلاب. حتى الخبراء الذين قضوا سنوات من عمرهم في تلقي تدريبات على رعاية القطط، ليسوا بمنأى عن الوقوع في هذا المأزق.
وتروي هيستاند في هذا الصدد بأنها شعرت أنها "حمقاء بكل معنى الكلمة" عندما ذهبت لمؤتمر عُقِدَ عام 2007، وعَلِمَت هناك أنها تجهل "كل هذه المعلومات الأساسية عن القطط، مثل كونها تفضل أن يُوضع لها مأكلها ومشربها في مكانين مختلفين".
فلتأخذ مثلا مسألة قيام القطط بمسح أجسادها في أجساد أصحابها. فرغم أن من المعتاد أن يعد ذلك الفعل، إذا قامت به الهررة البرية مع الأشجار أو أي شيء مادي في المنطقة التي تعيش فيها، من قبيل وضع علامة تؤكد بها ملكيتها لهذه البقعة، فإن الإقدام عليه مع البشر، يشكل عادة مؤشرا على الانتماء والاندماج. فالقطط تسعى في هذه الحالة، إلى نقل رائحتها إلى بشرتك، وأن تنقل رائحتك كذلك في الوقت ذاته إلى فرائها. هذا بالضبط ما تفعله القطط الضالة مع القطط الأخرى المتحالفة معها. ومن هنا يمثل هذا التصرف أسلوبا لخلق "رائحة مشتركة" للتمييز بين العدو والصديق.
في نهاية المطاف، تقول الطبيبة البيطرية هيستاند إن من بين الأمور المحورية التي يتعين علينا وضعها في الاعتبار، أن شعور القطة بالراحة يجعلها أكثر رغبة في إقامة علاقات صداقة. وتشير إلى أن الهررة تبدأ في استكشاف تلك الروابط الاجتماعية، إذا وُفِرَ لها الماء والطعام، وأُعِدَتْ النفايات التي ستلهو بها والمكان الذي ستنام فيه. لذا فلا تشعر بخيبة أمل في المرة التالية التي تدخل فيها منزلك، لتجد قطتك وقد عكفت على تفحصك بهدوء أو بدأت تتثاءب كسلى وهي تمضي متثاقلة عبر الردهة، فالحقيقة أنها تخبرك - بطريقتها وعلى نحو هادئ - بأنها سعيدة لرؤياك.
فتح التحقيق الاستقصائي الذي بثته البي بي بي سي مؤخرا عن بيع وشراء الخادمات في الكويت بشكل غير شرعي عبر سوق سوداء على الإنترنت فتح من جديد قضية معاملة الخادمات في دول الخليج .كان فريق بي بي سي قد تنكر بصفة زوجين انتقلا إلى الكويت مؤخرا، وتحدثا إلى 57 من مستخدمي التطبيقات الإلكترونية المستخدمة في هذا الغرض، كما زارا أكثر من عشرة أشخاص يحاولون بيع خادماتهم عبر تطبيق معروف يحمل اسم (4 sale).
ويتم الترويج لعمليات البيع هذه عبر تطبيق انستجرام الذي تملكه شركة فيسبوك حيث عرضت النساء للبيع كعاملات عبر هشاتاجات مثل "خادمات للنقل" و "خادمات للبيع".
سوق سوداء
ويمكن تطبيق(4Sale ) والتطبيقات المشابهة صاحب العمل من نقل كفالة العاملة لآخرين مقابل ربح، بما يلغي دور الوسطاء، ويخلق سوقا سوداء غير مراقبة، تجعل العاملات أكثر عرضة للاستغلال والانتهاكات.
وقد أثار تحقيق البي بي سي، جدلا واسعا في الكويت، وقالت السلطات الكويتية، إن الأفراد المعنيين، تلقوا أوامر بإزالة إعلاناتهم من المواقع التي توجد عليها، كما أُجبروا على توقيع التزام قانوني، بعدم المشاركة في نشاطات مماثلة.
غير أنه ورغم التحرك السريع للسلطات الكويتية، لمتابعة القضية، فإن العديد من ناشطي حقوق الانسان، يجزمون بأن ما أثاره التحقيق، هو الكشف عن حالة مستمرة، من الاستغلال وسوء المعاملة للخادمات، اللاتي يأتي معظمهم من دول آسيوية إلى منطقة الخليج.
وكان لافتا خلال تحقيق البي بي سي الأخير، ما قاله الأشخاص الراغبون في بيع خادماتهم، لفريق التحقيق المتنكر، من ضرورة مصادرة جواز السفر الخاص بالخادمة، في حالة شرائها والتضييق الشديد على استخدامها للهاتف أو منعه تماما.
ووفقا لتحقيق البي بي سي، فإن عمليات بيع الخادمات هذه، لا تقتصر على الكويت فقط، فقد كشف البحث عن بيع مئات النساء في المملكة العربية السعودية أيضا، عن طريق تطبيق آخر باسم "حراج"..
ليس جديدا
ولا يكاد يمر عام، دون أن تتفجر قضية، عن سوء معاملة الخادمات، خاصة في دول الخليج، ففي مايو/أيار الماضي، أثارت صورة لخادمة تعرضت للإيذاء في المملكة العربية السعودية، ضجة كبيرة في وسائل الإعلام.
وكانت صحيفة الديلي ميل البريطانية، قد نشرت تلك الصورة وهي لخادمة فلبينية تدعى (لوفلي اكوستا بارويلو)، وتبلغ من العمر 26 عاما، وقد تم تقييدها بشجرة من قبل كفيلها السعودي، حافية القدمين وتحت اشعة الشمس الملتهبة، عقابا لها لنسيانها قطعة اثاث منزلية تحت الشمس، وقالت الصحيفة ساعتها إن الصورة "الصادمة"، التقطت بواسطة خادمة أخرى تعمل في منزل مجاور.
وفي عام 2018 عثر على الخادمة الفلبينية، جوانا ديما فيليس (29 عاما) مقتولة، في ثلاجة بإحدى الشقق السكنية، فيما تبين بعد ذلك أنها قتلت على يد كفيلها اللبناني الجنسية وزوجته، وقد أدت تلك الحادثة إلى توتر شديد، في العلاقات بين الكويت والفلبين، وأصدر الرئيس الفلبيني على إثرها قرارا بمنع ارسال الخادمات الفلبينيات للعمل في الكويت.
وتشير التقديرات، إلى أن هناك حوالي 2.3 مليون فلبيني، يعملون في منطقة الشرق الأوسط وإفريقيا، معظمهم من الخادمات، كما تشير العديد من التقارير أيضا، إلى آن الآلاف من الخادمات يهربن سنويا، من بيوت مخدوميهم في منطقة الخليج، بفعل سوء المعاملة التي تصل أحيانا إلى الاعتداء الجنسي.
برأيكم
هل تحولت الخادمات إلى سلعة بشرية في الخليج؟
كيف ترون تفاعل الكويت مع ما أثاره تحقيق البي بي سي ؟
هل تملك دول الخليج والدول العربية بشكل عام قوانين صارمة فيما يتعلق بالتعامل مع الخادمات؟
ولماذا تستمر معاملة الخادمات بهذه الطريقة رغم ما تقوله الدول الخليجية من امتلاكها قوانين بهذا الشأن؟
وهل يجب أن يترك تعامل الأسر مع العمالة المنزلية لوازعهم الإنساني والأخلاقي فقط؟
سنناقش معكم هذه المحاور وغيرها في حلقة الإثنين 4 تشرين الثاني/نوفمبر من برنامج نقطة حوار الساعة 16:06 جرينتش.